ناس الغيوان يجددون العهد مع الأغنية الملتزمة
استقبل مهرجان الحمامات الدولي هذه الليلة ضمن فعاليات الدورة التاسعة و الخمسين مجموعة ناس الغيوان المغربية، أيقونة الأغنية الملتزمة في العالم في سهرة جمعت بين الحنين والرسالة و الصّوت الحرّ.
في تمام العاشرة، انطلقت الأمسية بأغنية "الله يا مولانا"، فتعالى صوت الجمهور مرددًا كلماتها قبل أن يصدح بها الغيوانيون، لتصبح البداية أقرب إلى طقس جماعي من المشاركة الوجدانية. ورغم غياب الرمز عمر السيد لأسباب صحية، لم تخفت شعلة الغيوان، إذ حمل اللواء كلٌّ من رشيد باطما، حميد باطما وشيفا عبد الكريم، مستعيدين تاريخًا من الأغاني التي تحوّلت إلى ذاكرة جمعية للشعوب المغاربية.
رشيد باطما، الذي تحدث بعفوية أمام الجمهور، لخّص علاقة الفرقة بجمهورها بعبارة لافتة: “ناس الغيوان ما عادش عندها جمهور، عندها أحباب”. جملة التقطها الحاضرون بالتصفيق وكأنهم يؤكدون أن الرابط الذي يجمعهم بالفرقة تجاوز فكرة المعجبين ليصبح علاقة وجدانية متوارثة.
الأغاني تتابعت كقصائد حيّة؛ "بني الإنسان" برسالتها الإنسانية العميقة “نحن باني الإنسان نحن خاوة”، ثم "فين غادي بيا خويا" التي حوّلت المدرجات إلى كورال جماعي. لكن اللحظة الأشد تأثيرًا جاءت مع “صينية”، الأغنية التي عزقت على أوتار الأحاسيس والمشاعر.
جمهور الحمامات هذه الليلة في جلسة مصالحة مع الذاكرة وتجديدًا لعهد الأغنية الملتزمة، حيث أثبتت ناس الغيوان أن رسالتها ما زالت حيّة، وأنها ستظلّ تعانق “أحبابها” أينما كانوا على وجه الأرض .
ليندا بالحاج